الأربعاء، 5 يناير 2011

ملخص مادة العروض ـ الفرقة الثانية

علم العروض
تعريفه :
العَروض : على وزن فَعُول ، كلمة مؤنثة ، تعني القواعد التي تدل على الميزان الدقيق الذي يُعرفُ به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها .
   وقد اختلف علماء العربية في معنى كلمة (العَرُوض) ، وسبب تسمية هذا العلم بها على خمسة أقوال :
(1) فقيل : هي مشتقة من العَرْض ؛ لأن الشعر يُعرضُ ويقاس على ميزانه . وإلى هذا الرأي ذهب الإمام الجوهري . ويعزِّز هذا القولَ ماجاء في اللغة العربية من قولهم : (( هذه المسألة عَروض هذه )) أي نظيرها .
(2) وقيل : إن الخليل أراد بها (مكة) ، التي من أسمائها (العَرُوض) ، تبركا ؛ لأنه وضع هذا العلم فيها .
(3) وقيل : إن معاني العَروض الطريق في الجبل ، والبحور طرق إلى النظم .
(4) وقيل : إنها مستعارة من العَروض بمعنى الناحية ؛ لأن الشعر ناحية من نواحي علوم العربية وآدابها .
(5) وقيل : إن التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى (عَروضا) .
وأقرب هذه الأقوال إلى الصواب ( والله أعلم ) الرأي الأول ، فالكلمة مشتقة من العَرْض ؛ لأن الشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه .
واضعه :
هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100هـ- 175 هـ) ، والخليل من أكبر عظماء أمتنا وأجل علمائها العباقرة ؛ فهو أول من فكَّر في صون لغتنا ، فألف معجمَه المسمَّى بكتاب (العين) كما يقال ، وهو أول من سارع لضبط ألفاظها باختراع النقط والشكل .
وللخليل كتب نفيسة ، منها : كتاب العَروض ، وكتاب النغم ، وكتاب الإيقاع ، وكتاب النقط والشكل . ومعظم ما في (الكتاب) الذي جمعه تلميذه سيبويه منقول عنه بألفاظه .
استقرى الخليل الشعر العربي ، فوجد أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرا ، ثم جاء الأخفش الأوسط فزاد عليه بحرَ (المتدارك) . 
فائدته :
لعلم العَروض ودراسته أهمية بالغة لا غنى عنها لمن له صلة بالعربية ، وآدابها ومن فوائده :
(1) صقلُ موهبة الشاعر ، وتهذيبها ، وتجنيبها الخطأَ والانحرافَ في قول الشِّعر .
(2) أمنُ قائل الشعر على شعره من التغييرِ الذي لا يجوز دخوله فيه ، أو ما يجوز وقوعه في موطن دون آخر .
(3) التأكد من معرفة أن القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ليسا بشعر معرفةَ دراسةٍ لا تقليد ؛ إذ الشعر : ما اطردت فيه وحدته الإيقاعية التزاما . أي (كلامٌ موزون قصدا بوزن عربي) . وبذا يدرك أن ما ورد منهما على نظام الشعر وزنا لا يحكم عليه بكونه شعرا ؛ لعدم  قصده ؛ يقول ابن رشيق : ((لأنه لم يقصد به الشعر ولا نيته ، فلذلك لا يعد شعرا ، وإن كان كلاما مُتَّزِنا )) .
(4) التمكينُ من المعيار الدقيق للنقد ؛ فدارس العَروض هو مالك الحكم الصائب للتقويم الشعري وهو المميز الفطن بين الشعر و النثر الذي قد يحمل بعض سمات الشعر .
(5) معرفةُ ما يرد في التراث الشعري من مصطلحات عَروضية لا يعيها إلا من له إلمام بالعَروض ومقاييسه .
(6) الوقوفُ على ما يتسم به الشعر من اتساق الوزن ، وتآلف النغم ، ولذلك أثر في غرس الذوق الفني ، وتهذيبه .
(7) التمكينُ من قراءة الشعر قراءةً سليمة ، وتوقِّي الأخطاء الممكنة بسبب عدم الإلمام بهذا العلم .
أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته
س1 : ما المراد بكلمة العروض ؟ ، وما معناها ؟ ، وماسبب تسمية هذا العلم بها ؟ .
س2 : من واضع علم العروض ؟ ، وما منزلته بين علماء العربية ؟ ، اذكر ثلاثة من كتبه .
س3 : كم عدد البحور التي توصل إليها الخليل بن أحمد الفراهيدي بالاستقراء ؟ ، ومن الذي زاد عليها
 بحرا ؟ .
س4 : اذكر أربعا من فوائد دراسة علم العروض .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  التفعيلة
تعريفها :
لدى تحليل الوزن الشعري موسيقيا (صوتيا) يتضح لنا أنه يتكون من مجموعات كل مجموعة تتركب من عدد من الحركات والسكنات ، وقد اصطُلِحَ على تسمية هذه المجموعات (تفاعيل ) ؛ لأنهم اشتقوا لها من كلمة (فَعَلَ).
 و هذه التفاعيل تتركب من عشرة أحرف تسمى أحرف التقطيع تجمعها عبارة ( سيوفنا لمعت ) وسميت بذلك ؛ لأنهم إذا أرادوا تقطيع بيت قطعوه بواسطة تلك الأحرف .
عدد التفاعيل :
 التفاعيل العَروضية عشر: اثنتان خماسيتان هما : فَعُوْلُنْ ، وفَاْعِلُنْ  ، وثمان سباعية وهي : مَفَاْعِيْلُنْ ، مُفَاْعَلَتُنْ  ، فَاْعِ لاتُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ، فَاْعِلاتُنْ ، مُتَفَاْعِلُنْ ، مُسْتَفْعِ لُنْ ، مَفْعُوْلاتُ ..
أنواعها :
 تنقسم التفاعيل إلى قسمين : أصول وفروع ، فالأصول أربع ، وهي كل تفعيلة بدئت بوتد مجموعا كان أومفروقا ، وهي :فَعُوْلُنْ ، مَفَاْعِيْلُنْ ، مُفَاْعَلتُنْ ، فَاْعِ لاتُنْ .
والفروع ست ، وهي كل تفعيلة بدئت بسبب خفيفا كان أوثقيلا ، وهي :فَاْعِلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ، فَاْعِلاتُنْ، مُتَفَاْعِلُنْ ، مَفْعُوْلاتُ  ،  مُسْتَفْعِ لُنْ . 
والفرق بين ( فَاْعِلاتُنْ ) و (فَاْعِ لاتُنْ ) أن الأولى تتألف من سببين خفيفين (فَاْ+ تُنْ) بينهما وتدمجموع (عِلا) ، في حين أن الثانية تتألف من وتد مفروق (فَاْعِ) فسببين خفيفين ( لا + تُنْ ) .        
 والفرق بين ( مُسْتَفْعِ لُنْ )و( مُسْتَفْعِلُنْ ) أن الأولى تتألف من سببين خفيفين (مُسْ + لُُنْ ) بينهما وتد مفروق (تَفْعِ ) ، وأن الثانية تتألف من سببين خفيفين (مُسْ + تَفْ) بعدهما وتد مجموع ( عِلُنْ ) .    وهذا الفرق يستتبع فرقا آخر ، فالفاء التي هي الحرف الرابع في (مُسْتَفْعِلُنْ ) مثلا تعد ثاني سبب ولذلك جاز أن يدخلها الطَّيّ كما سيأتي، فتصبح (مُسْتَعِلُنْ ) ، لكنها تعتبر تعد وسطَ وتد مفروق في (مُسْتَفْعِ لُنْ) لاثاني سبب ، ولذلك لايجوز طيُّها ؛ لأن الطي زحاف ، والزحاف خاص بالأسباب ولايدخل الأوتاد كما سيأتي بيانه إن شاء الله .
الكتابة العروضية
تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية التي تقوم على حسب قواعد الإملاء المعروفة ، حيث تقوم الكتابة العروضية على مبدأ اللفظ لامبدأ الخط ، أي أن الكتابة العروضية تقوم على مبدأين
هما :
( 1  ) كل ماينطق به يكتب ولو لم يكن مكتوبا ، مثل :( هذا )، تكتب عروضيا ( هاذا ) .
( 2  ) كل ما لا ينطق به لايكتب ولو كان مكتوبًا إملائيا ، مثل : ( فهموا ) تكتب عروضيا ( فهمو ) .
ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أوحذفها عند الكتابة العروضية كما يلي :
أولا : الأحرف التي تزاد عند الكتابة العروضية :
( 1  ) التنوين : بجميع صوره يكتب نونًا ساكنة ، مثل : (عِلْمٌ ، علمًا ، علمٍ ) ، تكتب عروضيا هكذا : عِلْمُنْ ، عِلْمَنْ ، عِلْمِنْ .
( 2  ) الحرف المشدد : يكتب بحرفين : ساكن فمتحرك ، مثل : ( مرَّ ، فَهَّمَ ) ، يكتب عروضيا هكذا: مَرْرَ ، فَهْهَمَ ، وإذا وقع الحرف المشدد آخر الروي المقيد ( الساكن ) عُدَّ حرفا واحدا ساكنا عند علماء العروض والقافية ، مثل ( استمرّْ ) إذا وقع نهاية الشطر الثاني ، تكتب عروضيا هكذا : استمرْ .
ملاحظة : الحرف المشدد في آخر الشطر الأول يفك ويشبع،بخلاف ضمير جمع المؤنث الغائب (هنَّ).
( 3  ) زيادة حرف الواو في بعض الأسماء ، مثل : (طاوس ، دَاود )، تكتب عروضيا هكذا : دَاوُوْد ، طَاوُوْس .
( 4  ) زيادة الألف في المواضع الآتية :
      ‌أ- في بعض أسماء الإشارة ، مثل : (هذا ، هذه ، هذان ، هذين ، ذلك ، ذلكما ، ذلكم) ، تكتب عروضيا هكذا :هاذا ، هاذه ، هاذان ، هاذين ، ذالك ، ذالكما ، ذالكم ... .
      ‌ب- في لفظ الجلالة (الله ، الرحمن ، إله )، تكتب عروضيا هكذا : اللاه ، اَرْرحمان ، إلاه .
      ‌ج-  في (لكنْ ) المخففة ، والمشددة (لكنَّ ) ، تكتب عروضيا هكذا : لاكنْ ، لاكنْنَ .
      ‌د- في لفظ ( طه ) ، تكتب عروضيا هكذا : طاها .
( 5  ) أولئك ، تكتب عروضيا هكذا : ألائك .
( 6  ) إشباع حركة حرف الروي بحيث ينشأ عن الإشباع حرفُ مدٍّ مجانسٌ لحركة حرف الروي ، مثل أن يكون آخر الشطر ( الحكمُ ، كتابا ، القمرِ ) ، تكتب عروضيا هكذا : الحكمو ، كتابا ، القَمَرِيْ ) .
( 7  ) تشبع حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر ، وميم الجمع إن لم يترتب على ذلك كسر البيت الشعري ، أو التقاء ساكنين ، مثل : لهُ ، بهِ ، لكمُ ، بكمُ ، تكتب عروضيا هكذا : لهُوْ ، بهِي ، لكمُوْ ، بكُمُوْ .
( 8  ) كاف المخاطب أو المخاطبة ، ونون الرفع في الفعل المضارع ، ونون جمع المذكر السالم ، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين ، مثل : كلامكَ ، كلامُكِ ، يسمعانِ ، يسمعونَ ، تسمعينَ ، مسلمونَ ، مسلمينَ ، قُمْتَ ، قمتُ ، قمتِ ، تكتب عروضيا هكذا : كلامكَاْ ، كلامكِيْ ، يسمعانيِْ ، يسمعونَاْ، تسمعينَا ، مسلمونَا ، مسلمينَا ، ، قُمْتَاْ ، قمتُوْ ، قمتِيْ .
( 9  ) الهمزة الممدودة تكتب همزة مفتوحة بعدها ألف ، مثل ، آمن ، قرآن ، تكتب عروضيا هكذا : أَاْمَنَ ، قرْأَاْن .
ثانيا : الأحرف التي تحذف :
( 1  ) همزة الوصل إذا وقعت في درج الكلام ، سواءٌ أكانت الكلمة التي هي فيها سماعية أم قياسية ، مثل : فاستمعَ ، وافهمْ ، واستماعٌ ، وابنٌ ، واثنان ، واسمٌ ، تكتب عروضيا هكذا : فَسْتَمَعَ ، وَفْهَمْ ، وَسْتِماعُنْ ، وَبْنُنْ ، وَثْنانِ ، وَسْمُنْ . فإن وقعت في أول الكلام ثبتت لفظا وخطا ، مثل : استمعَ ، افهمْ ، استماعٌ ، ابنٌ ، اثنان ، اسم ، تكتب عروضيا هكذا : اِسْتمعَ ، اِفْهمْ ، اِسْتماعُنْ ، اِبْنُنْ ، اِثنانِ ، اِسْمُنْ.
( 2  ) ألف الوصل مع (أَلْ) المعرفة إذا وقعت في درج الكلام ، فإن كانت (أل) قمرية حذفت الهمزة فقط وبقيت اللام ساكنة ، مثل :والكتاب ، فالعلم ،تكتب عروضيا هكذا :وَلْكتاب ، فَلْعِلْم.
وإن كانت شمسية حذفت الألف وشدد الحرف الذي بعدها ، والصِّدْق ، والشَّمس ، تكتب عروضيا هكذا : وصْصِدْق ، وَشْشَمْس .
( 3  ) تحذف ألف الوصل من لام التعريف إذا وقعت بعد لام الابتداء أوبعد لام الجر ، مثل : لَلْعِلْمُ ، لِلْعِلْمِ ، لَلصِّدْقُ ، لِلصِّدْقِ تكتب عروضيا هكذا : لَلْعِلْمُ ، لِلْعِلْمِ ، لَصْصِدْقُ ، لِصْصِدْقِ.
( 4  )  تحذف واو ( عمرو ) في الرفع والجر ، مثل : حضر عَمْرٌو ، ذهبت إلى عَمْرٍو ، تكتب عروضيا هكذا : حضر عَمْرُنْ ، ذهبث إلى عَمْرِنْ .
( 5  ) تحذف الألف والواو والياء الساكنتين من أواخر الأسماء والأفعال والحروف إذا وليها ساكن ،  مثل : أتى المظلوم إلى القاضي فأنصفه قاضي العدل ، تكتب عروضيا هكذا : أتَ لْمظلوم إلَ لْقاضي فأنصفه قاضِ لْعدل . فإن وليها متحرك لم يحذف شيء منها ، مثل : أتى مظلوم إلى قاضي عدل فأنصفه ، تكتب عروضيا هكذا : أتى  مظلومُنْ إلى قاضيْ عدلِنْ فأنصفه .
( 6  ) تحذف الألف الفارقة من أواخر الأفعال بعد واو الجماعة في الفعل الماضي ، والأمر ، والمضارع المنصوب والمجزوم ، مثل : رجعوا ، ارجعوا ، لن يرجعوا ،لم يرجعوا  ، تكتب عروضيا هكذا : رجعو ، ارجعو ، لن يرجعو ، لم يرجعو  .
( 7  ) تحذف الألف ، والواو الزائدتين من : مائة ، أنا ، أولو ، أولات ، أولئك .
( 8  )  تحذف الألف الأخيرة من الأدوات والحروف والأسماء الآتية إذا وليها ساكن : إذا ، لماذا ، هذا ، كذا ، إلا ، ما ، إذما ، حاشا ، خلا ، عدا ، كلا ، لما .
أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته
س1  : تقوم الكتابة العروضية على مبدأين . وضحهما ، ثم اذكر مايترتب على هذه القاعدة .
س2  : كيف يكتب عروضيا ما يلي :
  أ- التنوين . ب- الحرف المشدد . ج- الهمزة الممدودة .
س3 : اذكر موضعين تزاد فيهما الألف ،  مثل لهما .
س4 : ماحكم همزة الوصل إذا وقت في أول الكلام ؟ ، وما حكمها إذا وقعت في وصله ؟، مثل           لذلك. 
س5 : اكتب ما يلي عروضيا :
  ( داود ، تقدَّم ، فَاعلمْ ، عمْرٍو ، اسمعوا ، مائةٌ ، أولئك )
س6 : أدخل لام الابتداء مرة ، ولام الجر مرة أخرى على الكلمات الآتية ثم اكتبها كتابة عروضية :
  ( العسل ، الشفاء ، اللبن ، الماء ، الليل ) .
س7 : اكتب البيت الآتي كتابة عروضية :
ولاظالمٌ إلا سيبلى بأظلمِ

  وما من يدٍ إلا يد الله فوقها

س8 : اكتب البيت الآتي كتابة عروضية ، ثم بين مافيه من الكلمات التي تغيرت كتابتها ، مبينا           قواعدها :
وأضيق الأمر أدناه إلى الفرجِ
  إذا تضايق أمرٌ فانتظرْ فرجًا

هذه التفعيلات العشر تتألف من أسباب وأوتاد وفواصل كما يلي :      
( 1  ) السبب مقطع صوتي يتألف من حرفين ، وهو نوعان :
  ‌أ-  سبب خفيف : ويتألف من حرفين : متحرك فساكن ، ويرمز له بالرمز (/5) ، نحو: هَلْ ، مَنْ ، مَا ، و(مُسْ ، تَفْ ) من (مُسْتَفْعِلُنْ ) مثلا .
  ‌ب- سبب ثقيل : ويتألف من حرفين متحركين ، ويرمزله بالرمز (//) نحو : لَكَ ، بِكَ ، و(مُتَ ) من (مُتَفَاْعِلُنْ ) مثلا.
( 2  ) والوتد مقطع صوتي يتألف من ثلاثة أحرف ، وهونوعان :
  ‌أ- وتد مجموع :وهو اجتماع متحركين فساكن ويرمز له بالرمز (//5)  ،نحو : نَعَمْ ، عَلَى ، و(عِلُنْ) من (مُتَفَاْعِلُنْ ) مثلا   .
  ‌ب- وتد مفروق : وهو اجتماع متحركين بينهما ساكن ، ويرمزله بالرمز (/5/)   ، نحو : لَيْتَ ، حَيْثُ ، قَاْمَ و(فَاْعِ) من (فَاْعِ لاتُنْ ) مثلا .
( 3  ) والفاصلة مقطع صوتي يتألف من أربعة أحرف أوخمسة ، وهي نوعان :
  ‌أ- فاصلة صغرى : وهي اجتماع ثلاثة متحركات فساكن ، ويرمز لها بالرمز(///5)، نحو : جَبَلٌ ، ضَرَبَا ، ونحو (مُتَفَاْ) من (مُتَفَاْعِلُنْ ) ، ونحو ( عَلَتُنْ ) من (مُفَاْعَلتُنْ ) مثلا .
  ‌ب- فاصلة كبرى : وهي اجتماع أربعة متحركات فساكن ، ويرمز لها بالرمز (////5) ، نحو : عَمَلُكُمْ ، سمكةٌ ، ونحو ( مُتَعِلُنْ ) من  (مُسْتَفْعِلُنْ ) وقد جُمِعَتْ هذه المصطلحات في هذه العبارة  : ( لَمْ أَرَ عَلَى ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً ) .
            لَمْ              أَرَ              عَلَى               ظَهْرِ              جَبَلٍ            سَمَكَةً
  /5             //              //5                /5/              ///5           ////5
         سبب خفيف     سبب ثقيل      وتد مجموع          وتد مفروق         فاصلة صغرى      فاصلة كبرى 
جدول تحليل التفاعيل إلى مقاطعها :
مقاطعها  صورتها  التفعيلة م
لُنْ = /5 فَعُوْ =//5 //5/5 فَعُوْلُنْ 1
سبب خفيف وتد مجموع  
عِلُنْ =//5 فَاْ = /5 /5//5 فَاْعِلُنْ 2
وتد مجموع سبب خفيف  
لُنْ = /5 عِيْـ = /5 مَفَاْ =//5 //5/5/5 مَفَاْعِيْلُنْ 3
سبب خفيف سبب خفيف وتد مجموع  
 عَلَتُنْ =///5 مُفَاْ =//5  //5///5 مُفَاْعَلَتُنْ 4
 فاصلة صغرى وتد مجموع  
 عِلُنْ =//5 مُتَفَاْ =///5 ///5//5 مُتَفَاْعِلُنْ 5
وتد مجموع  فاصلة صغرى  
 لاتُ =/5/  ـعُوْ = /5 مَفْـ = /5  /5/5/5/ مَفْعُوْلاتُ 6
وتد مفروق سبب خفيف سبب خفيف  
 ـعِلُنْ=//5   تَفـْ = /5 مُسْْ = /5 /5/5//5 مُسْتَفْعِلُنْ 7
وتد مجموع سبب خفيف سبب خفيف  
  لُنْ = /5  تَفْعِ =/5/ مُسـْ = /5 /5 /5/ /5 مُسْتَفْعِ لُنْ 8
سبب خفيف وتد مفروق سبب خفيف  
  تُنْ = /5  عِلاْ =//5 فَاْ = /5 /5//5/5 فَاْعِلاتُنْ 9
سبب خفيف وتد مجموع سبب خفيف  
تُنْ = /5   لا = /5  فَاْعِ =/5/  /5/ /5/5 فَاْعِ لاتُنْ 10
سبب خفيف سبب خفيف وتد مفروق  

أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته
س1 : ما المقصود بالتفعيلة ؟ ، ومم تتركب ؟ ، ولم سميت بهذ الاسم ؟ .
س2 : ماعدد التفاعيل ؟ ، اذكرها .
س3 : تنقسم التفاعيل إلى قسمين أصول وفروع . اذكر الفرق بينهما ، معددا تفاعيل كل قسم .
س4 : ما الفرق بين التفعيلتين : ( فَاْعِلاتُنْ ) و (فَاْعِ لاتُنْ ) ؟ .
س5 : مم تتألف كل تفعيلة من حيث مقاطعها ؟ ، مثل لماتقول .
س6 : عرف المصطلحات العروضية الآتية مع التمثيل لها بأجزاء تفعيلة :
  ( السبب الخفيف ، الوتد المجموع ، الوتد المفروق ، الفاصلة الصغرى ) .
س7 : حلل التفاعيل الآتية إلى مقاطعها :
  ( فَاْعِلُنْ ، مُتَفَاْعِلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ )
التغييرات العَروضية
تفعيلات الشعر ليس ضروريا أن تؤدى بصورتها السابقة ؛ فقد يدخلها تغيير في هيئتها أو حروفها كتسكين متحرك ، أوحذفه ،  أوحذف ساكن ، أوزيادته ، أوحذف أكثر من حرف ، أوزيادته . وهذا ما يُسمَّى عند علماء العَروض (بـالزحاف والعلة) . وهذه التغييرات منها ما هو جائز ، ومنها ما هو   لازم .
وربما يُكسِبُ ذلك التغييرُ المقاطعَ الصوتيةَ حُسْنًا في الإيقاع لايتحقق من أداء التفعيلة بصورتها الأصلية ، كما أن هذه التغييراتِ في التفاعيل العشرِ تمنح الشاعرَ حريةً في التلوين الإيقاعي بما يتناسب مع موضوعه ، وحالته النفسية واللغوية ، وهذه التغييرات – أيضا – هي السبب الرئيس في التعدد الفني في أعاريض وأضرب البحور في الشعر العربي ، حتى بلغت ثلاثة وستين نوعا أوتزيد . ولاشك أن في ذلك فسحةً للشعراء ، وتمكينا لهم من صوغ تجاربهم بالشكل النغمي المؤثر . 
تعريف الزحاف :
الزحاف لغة : الإسراع ، ومنه قوله تعالى : (( إذا لقيتم الذين كفروا زحفا )) أي مسرعين إلى قتالكم.
وفي الاصطلاح : تغيير مختص بثواني الأسباب ، يدخل العَروض والضرب والحشو ، إذا حل لم يلزم تَكراره في بقية القصيدة إلا إذا جرى مجرى العلة ، كقبض الطويل وخبن البسيط .
والزحاف ينحصر في تسكين المتحرك ، أوحذفه ، أوحذف الساكن .
أنواعه :  
الزحاف نوعان :
(1) مفرد (بسيط) ، وذلك عندما لايصيب التفعيلة سوى تغيير واحد فقط .وهو ثمانية أنواع      يوضحها الجدول الآتي :
وزنها بعد دخوله صورة التفعيلة بعد دخوله مايدخله من التفاعيل تعريفه اسم الزحاف م
/5/5//5 مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ تسكين الثاني المتحرك الإِضْمَاْر 1
//5//5 مُتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ حذف الثاني الساكن الخَبْن 2
//5//5 مُتَفْعِ لُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ  
///5 فَعِلُنْ فَاْعِلُنْ  
///5/5 فَعِلاتُنْ فَاْعِلاتُنْ  
//5/5/ مَعُوْلاتُ مَفْعُوْلاتُ  
//5//5 مُفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ حذف الثاني المتحرك الوَقْص 3
/5///5 مُسْتَعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ حذف الرابع الساكن الطَّيّ 4
/5//5/ مَفْعُلاتُ مَفْعُوْلاتُ  
//5/5/5 مُفَاْعَلْتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ تسكين الخامس المتحرك الْعَصْب 5
//5//5 مُفَاْعَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ حذف الخامس المتحرك الْعَقْل 6
//5/ فَعُوْلُ فَعُوْلُنْ حذف الخامس الساكن الْقَبْض 7
//5//5 مَفَاْعِلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ  
/5//5/ فَاْعِلاتُ فَاْعِلاتُنْ حذف السابع الساكن الْكَفّ 8
/5//5/ فَاْعِ لاتُ فَاْعِ لاتُنْ  
//5/5/ مَفَاْعِيْلُ مَفَاْعِيْلُنْ  
/5/5// مُسْتَفْعِ لُ مُسْتَفْعِ لُنْ  
2 ـ مزدوج (مركب) ، وذلك عندما يصيب التفعيلة زحافان اثنان أي تغييران .وهو أربعة أنواع يوضحها الجدول الآتي :
وزنها بعد دخوله صورة التفعيلة بعد دخوله مايدخله من التفاعيل تعريفه اسم الزحاف م
////5 مُتَعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ حذف الثاني والرابع الساكنين
الخَبْن + الطَّيّ الْخَبْل 1
///5/ مَعُلاتُ مَفْعُوْلاتُ  
/5///5 مُتْفَعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ تسكين الثاني المتحرك وحذف الرابع الساكن
الإِضْمَاْر + الطَّيّ الْخَزْل 2
///5/ فَعِلاتُ فَاْعِلاتُنْ حذف الثاني والسابع الساكنين
الخَبْن + الْكَفّ الشَّكْل 3
//5// مُتَفْعِ لُ مُسْتَفْعِ لُنْ  
//5/5/ مُفَاْعَلْتُ مُفَاْعَلَتُنْ تسكين الخامس المتحرك وحذف السابع الساكن
الْعَصْب + الْكَفّ النَّقْص 4
العلل نوعان :
(1) علل بالزيادة : وهي لاتدخل غير الضرب المجزوء ، وتكون بزيادة حرف أوحرفين في آخر التفعيلة ، وهي ثلاث علل يوضحها الجدول الآتي:
وزنها بعد دخولها صورة التفعيلة بعد دخولها ماتدخله من التفاعيل تعريفها اسم العلة م
///5//5/5
/5//5/5 مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ
فَاْعِلُنْ تُنْ مُتَفَاْعِلُنْ
فَاْعِلُنْ زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع التّرفِيْل 1
///5//55
/5//55
/5/5//55 مُتَفَاْعِلُنْ نْْ
فَاْعِلُنْ نْ
مُسْتَفْعِلُنْ نْ مُتَفَاْعِلُنْ
فَاْعِلُنْ
مُسْتَفْعِلُنْ زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع التَّذْيِيْل
(الإذالة) 2
/5//5/55 فَاْعِلاتُنْ نْ فَاْعِلاتُنْ زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف التَّسْبِيْغ
(الإسباغ) 3
(2) علل بالنقص :وهي تدخل العَروض والضرب المجزوء والوافي على السواء ، وتكون بنقصان حرف أوأكثر من العَروض والضرب أو أحدهما ، وأحيانا لايرد البحر إلابهذا النقصان كما في البحر الوافر.
 وعلل النقص تسعةُ أنواع يوضحها الجدول الآتي :

وزنها بعد دخولها صورة التفعيلة بعد دخولها ماتدخله من التفاعيل تعريفها اسم العلة م
//5
//5/5
/5//5 فَعُوْ
مَفَاْعِيْ
فَاْعِلا فَعُوْلُنْ
مَفَاْعِيْلُنْ
فَاْعِلاتُنْ ذهاب السبب الخفيف من آخر التفعيلة الحَذْف 1
/5/5
///5/5
/5/5/5 فَاْعِلْ
مُتَفَاْعِلْ
مُسْتَفْعِلْ فَاْعِلُنْ
مُتَفَاْعِلُنْ
مُسْتَفْعِلُنْ حذف ساكن الوتد المجموع
آخر التفعيلة وتسكين ما قبله القَطْع 2
/5
/5/5 فَعْ
فَاْعِلْ فَعُوْلُنْ
فَاْعِلاتُنْ ذهاب السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، ثم حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين
 ما قبله
الحذف + القطع الْبَتْر 3
//55
/5//55
/5/5/5 فَعُوْلْ
فَاْعِلاتْ
مُسْتَفْعِ لْ فَعُوْلُنْ
فَاْعِلاتُنْ
مُسْتَفْعِ لُنْ حذف ساكن السبب الخفيف آخر التفعيلة وتسكين ما قبله الْقَصْر 4
//5/5 مُفَاْعَلْ مُفَاْعَلَتُنْ حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة، مع تسكين الخامس المتحرك
الحذف + الْعَصْب الْقَطْف 5
///5 مُتَفَاْ مُتَفَاْعِلُنْ حذف الوتد المجموع آخر التفعيلة الْحَذَذ 6
/5/5 مَفْعُوْ مَفْعُوْلاتُ حذف الوتد المفروق آخر التفعيلة الصَّلْم 7
/5/5/5 مَفْعُوْلا مَفْعُوْلاتُ حذف السابع المتحرك الْكَشْف 8
/5/5/55 مَفْعُوْلاتْ مَفْعُوْلاتُ إسكان السابع المتحرك الْوَقْف 9
الفرق بين الزحاف والعلة :
(1) أن الزحاف لايكون إلا بالنقص ، أما العلة فتكون بالزيادة والنقص .
(2) أن الزحاف يختص بثواني الأسباب ، أما العلة فتدخل الأسباب والأوتاد .
(3) أن الزحاف يدخل الحشو ، والعَروض ، والضرب ، أما العلة فلا تدخل إلا العَروض والضرب .
أن الزحاف إذا عرض لايلزم غالبًا ، وإذا لزم سُمّي (زحافا جاريًا مجرى العلة ) ، أما العلة فإذا عرضت لزمت غالبا ، وإذا لم تلزم سُمِّيتْ (علةً جارية مجرى الزحاف ) .
البحور الشعرية :
البحور الشعرية (16) بحراً موزعة على خمسة دوائر عروضية ، والدوائر العروضية هي :  
من وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي تشتمل على مقاطع موسيقية ، تكوِّن الأجزاء التي تسمى بالتفاعيل ، وذلك أن الخليل قد قام باستقراء ما وسل إليه من الشعر العربي ، فوجده لا يخرج عن خمسة عشر بحراً ، (زاد عليها تلميذه الأخفش بحرا آخر سماه المتدارك) ، وصارت بحور الشعر بذلك (16) بحراً تجمعها خمس دوائر وهي :
1 ـ دائرة المختلف : وتشتمل على ثلاثة أبحر مستعملة وهي :
الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
المديد : فاعلاتن فاعلن فاعلاتن *** فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
البسيط : مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن** مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
2 ـ دائرة المؤتلف : وتشتمل على بحرين مستعملين وهما :
الوافر : مفاعلتن مفاعلتن فعولن *** مفاعلتن مفاعلتن فعولن
الكامل : متفاعلن متفاعلن متفاعلن *** متفاعلن متفاعلن متفاعلن
3 ـ  دائرة المشتبه : وتشتمل على ثلاثة أبحر مستعملة ، وهي :
الهزج : مفاعيلن مفاعيلن *** مفاعيلن مفاعيلن
الرجز : مستفعلن مستفعلن مستفعلن *** مستفعلن مستفعلن مستفعلن
الرمل : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن *** فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
4 ـ  دائرة المجتلب : وتشتمل على ستة أبحر مستعملة ، وهي :
السريع : مستفعلن مستفعلن مفعولات *** مستفعلن مستفعلن مفعولات
المنسرح : مستفعلن مفعولات مستفعلن *** مستفعلن مفعولات مستفعلن
الخفيف : فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن *** فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
المضارع : مفاعيلن فاع لاتن *** مفاعيلن فاع لاتن
المقتضب : مفعولات مستفعلن *** مفعولات مستفعلن
المجتث : مستفع لن فاعلاتن *** مستفع لن فاعلاتن
5 ـ  دائرة المتفق : وتشتمل على بحرين مستعملين ، وهما :
المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعولن *** فعولن فعولن فعولن فعولن
المتدارك : فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن *** فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
علم القافية
القافية لغة على وزن فاعلة ، من القَفْو وهو الاتباع . وقفوت الشيء تبعته .
والقافية عِلمٌ بأصول يُعرف به أحوال أواخر الأبيات الشعرية من حركة وسكون ، ولزوم وجواز ونحوه .
وأما تعريفها فقد تعددت الآراء فيه ، ولعل أقربها إلى الصواب رأي الخليل بن أحمد الذي يقول: (( هي التي تبدأ بمتحرك قبل أول ساكنين في آخر البيت الشعري )) ، مثال ذلك قول الشاعر :
نََعيب زمانَنا والعيبُ فينا
   وما لزماننا عيب سوانا
فالقافية عند الخليل في هذا البيت هي قول الشاعر : ( وَاْنَاْ ) = /5/5  .
وهي باختصار من أول متحرك قبل آخر ساكنين .
صورها :
بناءً على رأي الخليل فإن القافية ليست محددة بعدد من الكلمات .
 فقد تكون القافية بعض كلمة ، كقول كعب :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ
  متيم إثرها لم يفد مَكْبُوْل
ُ
فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : (بُوْلُوْ = /5/5) من (مَكْبُوْلُ ) وهي جزءٌ من كلمة .
وقد تكون كلمة تامة ،كقول المتنبي :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
  فهي الشهادة ليْ بأنيَ كَاْمِلُ
فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : (كَاْمِلُوْ =/5//5 ) وهي كلمة تامة .
وقد تكون القافية كلمة وبعض كلمة ، كقول المتنبي :
إن كان سرَّكمُ ما قال حاسدنا
  فما لجرح إذا أرضاكمُ أَلَمُ
فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : ( مُوْ أَلَمُوْ = /5///5) وهي كلمة وجزء من كلمة .
وقد تكون القافية كلمتين ،كقول ابن الوردي :
لاتقل أصلي وفصلي أبدًا
  إنما أصل الفتى ما قَدْ حَصَلْ
فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : (قَدْ حَصَلْ = /5//5 ) وهما كلمتان .
حروف القافية :
حروف القافية ستة لابد من وجود بعضها ضمن القافية على تعريفها السابق ، ولايعني ذلك أنه يجب أن تجتمع كلها في قافية واحدة  ، ومادخل منها أول القصيدة وجب التزامه .
وحروف القافية ستة هي : الرَّوِِيّ ، الْوَصْل ، الْخُرُوْج ، الرِّدْف ، الدَّخِيْل ، التَّأْسِيْس.
أولا : الرَّوِِيّ : هو الحرف الذي يختاره الشاعر من الحروف الصالحة ، فيبني عليه قصيدته ، ويلتزمه في جميع أبياتها ، وإليه تنسب القصيدة ؛ فيقال : قصيدة همزية إن كانت الهمزة هي الرَّوِِيّ كهمزية شوقي ، أولامية إن كانت اللام هي الرَّوِِيّ كلامية العرب ... وكمعلقة امرىء القيس ..
ثانيا : الْوَصْل : وهو ما جاء بعد الروي من حرف مدٍّ أُشبعت به حركة الروي ، أو هاء وليت الروي ، والهاء تكون ساكنة ومتحركة.
مثال الألف في كلمة (غلابا) من قول الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني
   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
 ومثال الياء ( شمسِيْ ) من قول الشاعر :
يذكرني طلوعُ الشمسِ صخرًا
  وأذكرُه لكلِّ طلوعِ شمسِ
ومثال الواو ( الْمَكَاْرِمُوْ ) من قول الشاعر :
على قدر أهل العزم تأتيْ العزائمُ
   وتأتيْ على قدر الكرامِ المكَاْرِمُ
ومثال الهاء الساكنة قول الشاعر :
 ولو لم يكنْ في كفه غيرُ روحِه
  لجادَ بها فليتقِ اللهَ سائِلُهْ
ومثال الهاء المتحركة قول الشاعر :
إذا كنتَ في حاجةٍ مرسلا
  فأرسلْ حكيمًا ولاتوصِهِ

ثالثا : الْخُرُوْج : سمي بهذا الاسم لخروجه وتجاوزه الْوَصْل التابع للروي ، فهو موضع الْخُرُوْج من بيت القصيدة حيث لايأتي بعده حرف ، والْخُرُوْج يكون بالألف أو بالواو أوبالياء يتبعنَ هاء الْوَصْل.
مثال الألف قول الشاعر :
يمشي الفقير وكل شيء ضده
   والناس تغلق خلفه أبوابَهَا
ومثال الياء ( مالِهِيْ ) من قول الشاعر :
وإذا امرؤٌ أهدى إليك صنيعةً
  من جاهِهِ فكأنها مِنْ مالِهِ
ومثال الواو( يَنْفَعُهُوْ ) من قول الشاعر :
جاوزتِ في لومه حدًّا أَضَرَّ بهِِ
   من حيثُ قدرتِ أنَّ اللومَ يَنْفَعُهُ

رابعًا : الرِّدْف  هو حرف المد الذي يكون قبل الروي ولا فاصل بينهما
مثال للردف بالألف :
كأن قطاةً عُلقتْ بجناحها
   على كبديْ من شدةِ الخفَقَانِ
مثال للردف بالواو :
تأنَّ ولا تعجل بلومكَ صاحبًا
   لعل له عذرًا وأنت تلومُ
مثال للردف بالياء :
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتيَ مثلَه
  عارٌ عليك إذا فعلت عظيْمُ

خامسًا : التَّأْسِيْس  : هو الألف التي يكون بينها وبين الروي حرف
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتيْ العزائمُ
   وتأتيْ على قدرِ الكرامِ المكارمُ
وتعظمُ في عين الصغيرِ صغارُها
  وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ

سادسًا : الدَّخِيْل  : هو الحرف المتحرك الذي يقع بين التأسيس والروي ، مثل الراء في كلمة (المكارم) ، والهمزة في كلمة (العظائم) من البيتين السابقين .
أنواع القافية من حيث الإطلاق والتقييد
تنقسم القافية باعتبار الرَّوِِيّ إلى قسمين :
الأول : قافية مطلقة : وهي ما كانت متحركة الرَّوِِيّ ، أي بعد رويها وصل بإشباع ضما أوفتحا أوكسرا ، وكذلك إذا وصلت بهاء الْوَصْل سواء أكانت ساكنة أم متحركة ، كقول الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني
   ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
الثاني : قافية مقيدة : وهي ما كان حرف الرَّوِِيّ فيها ساكنا كقول الشاعر:
يُريك البشاشة عند اللقا
  ويبريك في السرِّ برْيَ القلمْ

أسماء القافية من حيث حركات مابين ساكنيها
عرفنا أن حدود القافية على رأي الخليل هي : من أول متحرك قبل آخر ساكنين ، وهذان الساكنان قد يفصل بينهما حرف متحرك أو أكثر ، وقد سمى علماء القافية كل نوع من هذه الأنواع باسم خاص به على النحو التالي :
(1) الْمُتَكَاوِسُ :كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه أربعُ حركات متوالية ، وهو مأخوذ من تكاوس الإبل ، أي ازدحامها واجتماعها على الماء ، فكذلك الحركات ازدحمت واجتمعت فيها ، مثل :
النفس فيها رغبة إلى العلا
   والرجل تدنو عن بُلُوْغِ أَمَلِيْ
فالقافية في البيت السابق هي ( لوغ أملي ) = ( /5////5 ) .
(2) الْمُتَرَاكِبُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه ثلاثُ حركات متوالية ، وهو مأخوذ من تراكب الشيء إذا ركِبَ بعضه بعضا ، والمتراكب في اللغة هو مجيء الشيء بعضه على بعض ، مثل :
ما كل مايتمنى المرء يدركه
   تجري الرياح بما لاتشتهي السُّفُنُ
فالقافية في البيت السابق هي ( هـِ سْسُفُنُوْ ) = ( /5///5 ) .
(3) الْمُتَدَارِكُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه حركاتان متواليتان ، وهو لغة المتلاحق وسميت القافية به لأن الحركة الثانية قد أدركت الأولى قبل أن يليها ساكن ، مثل :
احفظْ لسانَك أن تقولَ فتبتلى
  إن البلاءَ موكَّلٌ بالمنطقِ
فالقافية في البيت السابق هي ( مَنْطِقِيْ ) = ( /5//5 ) .
(4) الْمُتَوَاتِرُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ فَصَلَ بين ساكنيه حركة واحدة ، وسمي متواترًا لأن المتحرك يليه الساكن ، وليس هناك من تتابع الحركات ، مثل :
تزوَّدْ من التقوى فإنك لاتدريْ
  إذا جَنَّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفَجْرِ
فالقافية في البيت السابق هي ( فَجْرِيْ ) = ( /5/5 ) .
(5) الْمُتَرَادِفُ : كلُّ لفظِ قافيةٍ توالى ساكناه بغير فاصل ، وسمي بذلك لترادف الساكنبن فيه وهو اتصالهما وتتابعهما ، مثل :
وكذاك الدهر يرمي بالفتى
  في طلاب العيش حالا بعد حَاْلْ
فالقافية في البيت السابق هي ( حَاْلْ ) = ( /55 ) .